الساعة البيولوجية
(النوم مبكرا، والاستيقاظ مبكرا يجعل الانسان صحيح البدن وثريا وحكيما)
إن الساعة البيولوجية للجسم هي في الأساس ساعة داخلية يتحكم بها المخ وتعمل على مدار 24 ساعة، وهي التي تتحكم فالأنشطة الفسيولوجية ودورة النوم والاستيقاظ على مدار اليوم بشكل منتظم، فبالنسبة لمعظم البالغين، يحدث أكبر انخفاض في الطاقة بسبب ايقاع الساعة البيولوجية في منتصف الليل ما بين الساعة الثانية صباحا والرابعة صباحا عندما يكون الشخص عادة نائما، وبعد وقت الغداء حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر إلى الثالثة بعد الظهر حيث يميل الشخص إلى قيلولة ما بعد الغداء.
اكتشف العلماء «النواة فوق التصالبية» بالمخ، وهي منطقة دقيقة تقع في الوطاء وهي مركز التحكم في الساعة البيولوجية ومع ذلك، فعندما يعم الظلام، ترسل العين إشارة إلى المخ أن الوقت قد حان ليشعر الجسم بالتعب، فيرسل المخ بدوره إشارة إلى الجسم لإطلاق الميلاتونين (يتم إنتاج هذا الهرمون في الغدة الصنوبرية المتواجدة في الدماغ) الذي يجعل الجسم متعبا، ولذلك يتزامن إيقاع الساعة البيولوجية مع دورة النهار والليل، وعلى هذا الأساس ننام ليلاً ونستيقظ صباحاً.
كيف تضبط ساعتك البيولوجية؟
لكي تعمل الساعة البيولوجية بشكل صحيح يجب ان تتعرض للضوء في الصباح والعتمة في الليل، فالجسم يتعامل مع الضوء على أنه المنبه الأول للاستيقاظ، فوجود الضوء يحفز الاستيقاظ عبر تقليل تركيز الميلاتونين، فيمكن للشخص تعزيز هذه القدرة عبر إضاءة المصابيح صباحًا، وفتح الستائر، أو المشي متعرّضًا لأشعة الشمس. وفي الليل من المهمّ النوم في الظلام والابتعاد عن الأضواء الصادرة من الأجهزة الذكية والحواسيب، والتي تعطي أشعة زرقاء التي تحفز الدماغ أن يبقى منتبهًا وفعالًا.
ماذا يحدث لو اختلت الساعة البيولوجية؟
يعاني بعض الأشخاص ما يسمى اضطرابات الساعة البيولوجية حيث تظهر عليهم بعض الاعراض مثل صعوبة النوم، النعاس أثناء النهار، ضعف التركيز وأحيانا الصداع، ولكن عندما يحدث خلل في الساعة البيولوجية كطفرة أو حوادث متكرر فإن ذلك قد يزيد نسبة الإصابة بالعديد من الامراض، منها:
1. أمراض القلب: إن الخلل الوراثي في عمل الساعة البيولوجية في الدماغ يؤثر أيضًا على النشاط الكهربائي في القلب، مما يزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات في القلب.
2. اضطرابات طور النوم المتأخر: يعاني المصابون بهذا المرض من مشكلة ضبط ساعات النوم والاستيقاظ في الساعة البيولوجية، والتي يمكن أن تكون غير مريحة عند محاولة جدولة أنشطة مثل العمل والمدرسة.
3. السكري: لا يعتبر مرض السكري من نواتج خلل الساعة البيولوجية تماما، ولكن في حال حدوث طفرة في مستقبلات هرمون الميلاتونين المسؤول عن الساعة البيولوجية، فإن ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بالسكري كون الجينات التي تتحكم في مستقبلات الميلاتونين تشترك في إفراز هرمون الأنسولين، ومن الجدير بالذكر ان ذلك قد يكون سبب لفقدان الجسم قوة قدرته على محاربة السرطان وبالتالي تزيد احتمالية الإصابة بالسرطان.
تعليقات
إرسال تعليق